باب: ذكر العُجْب
وقول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ﴾[المعَارج: 27].
****
هذا في صفات المؤمنين
الذين ذكرهم الله في سورة المعارج، فقال: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا
٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا ٢١ إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ ٢٢ ٱلَّذِينَ هُمۡ
عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ ٢٣ وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ
مَّعۡلُومٞ ٢٤ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾ [المعَارج: 19-25]، فهم وَجِلُون من
عذاب الله، ولا يأمنون منه، وهم أيضًا لا يكتفون بالقول: نحن مسلمون قد عملنا
أعمالاً صالحة فهي تَقِينا من عذاب الله، بل إن من صفاتهم أنهم لا يَرْكَنُون إلى
أعمالهم، إنما هم مُشفقون من عذاب الله تعالى، وكذلك هم إلى جانب طَمعِهم في رحمة
الله، هم دائمًا مشفقون من عذابه. فيجمعون بين الخوف والرجاء.
وفي الآية الأخرى قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ﴾ [المؤمنون: 60]، قالت عائشة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رَسول الله، أَهُمُ الذين يَشْرَبون الخمر ويسرقون؟ قال: « لا، يا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، ولكنَّهُم الذين يَصومُون ويُصلُّون ويَتَصَدَّقون ويخافون أنْ لا يُقبَلَ منهم، أولئك الذين يُسارعون في الخيرات » ([1])، وفي رواية: « ولكنه الذي يُصلي ويصومُ ويتصدَّق وهو يخاف الله عز وجل » ([2])، فهم مع اجتهادهم لا يأْمنون من عذاب الله، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ﴾، فهم يخافون من هذا الموقف أمام الله عز وجل.
([1])أخرجـه: الترمـذي رقم (3175)، وابن ماجـه رقم (4198).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد