باب عقوبة البخل
وقول الله تعالى: ﴿سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [آل عِمرَان: 180].
وحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما وفيه: «لا تُوعي فيُوعي الله عليك»
([1]).
****
لما ذكر المصنف رحمه الله التحذير من البخل، أتبعه بذكر باب عقوبة البخل، ولقد توعَّد الله تعالى هؤلاء بأنَّه سيجعل ما بخلوا به طوقًا في أعناقهم فقال:﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ﴾ [آل عِمرَان: 180] أي: يبخلون بحق المال الذي أعطاهم الله إيّاه ظانين أن هذا الفعل خيرٌ لهم، وهو شرٌّ لهم، ثم بيَّن عاقبة فعلهم هذا فقال: ﴿سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ أي: يأتون يوم القيامة مطوّقين بهذه الأموال يحملونه على أعناقهم، وقد جاء في هذا المعنى ما يفسره في الحديث، حيث يقول النبي عليه الصلاة والسلام: «مَنْ آتاه اللهُ مالاً ولم يُؤَّدِ زَكاتَهُ مُثِّلَ له يومَ القيامة شُجاعًا أَقْرَع، يأخُـذُ بلِهْزِمَتَيهِ»([2])، والمراد بالشجاع: هو الثعبان العظيم، والأقرع، يعني: أقرع الرأس ليس عليه شعر من شدّة السُّم الذي فيه، وقوله: «يأخذ بلهزمتيه» يعني: بشِدْقَيه، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿سَيُطَوَّقُونَ﴾ ثم يلدغه ويخرج ما به من سم، ولا يزال هذا حاله حتى يُبعث يوم القيامة والثعبان مطوَّق في عنقه، وهذا وعيد شديد لمن يَبخل بماله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1434)، ومسلم رقم (1029).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد