باب الاستخفاف بأهل الفضل
عن ابن عمرو رضي الله عنه مرفوعًا: «ليسَ مِنّا مَن لَمْ يَرحَمْ صَغيرَنا،
ولم يَعْرِفْ شَرَفَ كَبيرَنا». صحَّحه الترمذي ([1]).
ولأبي داود ([2]) عن أبي موسى مرفوعًا: «إنَّ مِن إجلال الله إكرامُ ذي الشَّيبَةِ
المُسلمِ، وحامِلِ القُرآن غَيرِ الغالي فيه، والجافي عَنه، وإِكرامُ ذي
السُّلطانِ المُقسِطِ» حديث حسن.
ولأحمد ([3]) بسند جيد: «ليسَ مِنّا مَن لا يُجِلُّ كَبيرَنا ولا يَرحَمُ صَغيرَنا، ولا
يَعرفُ لعالِمِنا حقَّه» انتهى.
****
إنَّ للمسلم عند الله حرمة عظيمة، فإنه تعالى فضَّله على سائر مخلوقاته، ولهذا فإنَّ الاستخفاف بالمؤمنين لا يجوز، وهو يدخل في باب الكبائر من الذنوب، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾[الحُجرَات: 11]، فالمسلم له حرمة لا يجوز انتقاصها، وإذا كان من أهل الفضل كان احترامه أشد، ولا تجوز السخرية منهم، قال الله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡ سَخِرَ
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4943)، والترمذي رقم (1920).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد