باب ما يمحق الكذب من البركة
عن حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنه مرفوعًا: «البَيِّعان بالخِيار مَا لم
يتفرَّقا، فإن صَدَقا وبَيَّنا بورك لهما في بَيْعهما، وإن كَتما وكَذَبا مُحِقت
بركةُ بَيْعهما» ([1]).
****
تقدَّم في الأبواب
السابقة التحذير من أنواع الكذب، وفي هذا الباب بيان ما يترتب على الكذب من
العواقب الوخيمة، ومن ذلك أنه يمحق البركة في البيع والشراء، فإذا دخل الكذب في
البيع والشراء، فإنه يمحق بركتهما، ولا شكَّ أنَّ مَقْصُودَ الناس من البيع
والشراء هو استثمار الأموال وتنميتُها، والأموال إنما تنمو بالبركة من الله سبحانه
وتعالى، وليست العبرةُ بالكثرة فقد تكون كثيرة العدد، ولكنها قليلةُ البركة، وقد
تكون قليلة العدد، ولكنها كثيرة النفع بما وضعه الله فيها من البركة، فتنمية المال
إنما تكون بالصدق في المعاملات وليست في الكذب.
والواجب التنبه
لهذا، فقد يكذب بعض الناس ليروِّجَ سلعته، ويخدع المشتري ليربح، ويظنُّ أنه
رَبِحَ، ولكن هذا في الحقيقة مَحْقٌ لِبركة مالِه، وكسب محرّم يَجُرُّ له التَّعب
والشقاء.
وفي حديث حكيم بن
حزام رضي الله عنه من الفوائد: أنَّ الصدق في المعاملة سببٌ للبركة وطيب الكسب.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «البيعان» أي: البائع والمشتري «بالخيار» أي: خِيار المجلس بين الإمضاء أو الفسخ ما داما في المجلس. «ما لم يتفرقا»
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد