أي بأبدانهما من
المجلس، فإذا تفرقا لزم البيع،« فإن صدقا في بيعهما »، أي: صدق البائع في وَصْف السلعة ولم يكتم
عيوبها، ولا كذب في بيان سِعرها، وصدق المشتري في الشراء وأداء الثمن، فإن الله
يبارك لهما في بيعهما، ويجعل فيه البركة والنمو جزاءً لصدقهما، وإن كذبا، أو خانا
في بيعهما وشرائهما، فإنَّ الله لا يخفى عليه شيء، فهو مطلّع عليهما، فإنه يمحق
بركة بيعهما، ويُصبح مالاً ممحوق البركة، وإذا مُحقت بركةُ المال، لم يَنتَفع به
صاحبه، فإن تصدَّق لا يُقبَل منه، وإن أكل منه أكل حرامًا، وإن تركه للورثة حُوسِب
عليه يوم القيامة، فصارَ زادَه إلى النار كما في الحديث.
وفي هذا الحديث التحذير من الكذب في المعاملات، والحث على الصدق، وهذا ممّا يجب أن يُبيَّنَ للتجار وأصحاب المحلات والمعارض، فلا يكون هذا الحديث مَخْفيًّا في الكتب، أو في صدور طلبة العلم، بل يجب على الدعاة إلى الله أن يذهبوا إلى الأسواق، والمجمَّعات التجارية، وأن يوضحوا للناس إرشادات الرسول صلى الله عليه وسلم كي يكونوا على بيّنة، لكنَّ أغلب الدُّعاة يذهبون إلى المساجد أو المدارس وهذا شيء طيب ولكنهم يغفلون عن الأماكن الأخرى التي هي بحاجة إلى الدعوة إلى الله، فلقد كان علماء نجد إلى عهد قريب، ومنهم الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله يعقدون دروسًا في السوق، يتكلمون عن أحكام المعاملات وينصحون الناس، والآن اختفت هذه الخصلة الطيبة، ويجب أن تُحيا وتعاد، ويجب على الدعاة الذهاب إلى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد