باب كبائر القلب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ
اللهَ لا يَنْظُر إلى صُوَرِكم وأَمْوالِكُم، ولكنْ يَنْظُرُ إلى قُلوبِكم
وأعمالِكُم». رواه مسلم ([1]).
****
الكبائر تنقسم إلى
قسمين:
الأول - كبائر
الجوارح: كالزنى، والسرقة وقتل النفس.
الثاني - كبائر
القلوب، مثل: الكِبر والحسد.
فكلٌّ من الكِبْر
والاختيال والعُجب، وازدراء الناس، واحتقارهم، والحسد وبغض الحق، وحب المنكر، هذه
من أعمال القلوب.
وأما الحديث الذي ساقه الإمام رحمه الله، فإنه يبين أنَّ اللهَ جل وعلا لا ينظر نَظَرَ اعتبارٍ وجزاءٍ، لا ينظر إلى الأجسام وجمالِها، مع فساد القلوب، فربما يكون العبد جميلَ الجسم جميلَ المظهر، لكنَّ قلبَه فاسد فاسق، فالله لا ينظر إليه نظَرَ إكرامٍ ونظرَ رحمةٍ، وإنما ينظر إليه نظرَ غضبٍ، ولهذا قال تعالى في المنافقين: ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ﴾ [المنَافِقون: 4] فهم جميلو المظهر والهيئة، ولكن قلوبهم فاسدة، ثم قال:﴿وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ﴾ [المنَافِقون: 4] أي يعجبك قولهم لجماله وفصاحته، فليست العبرةُ بجمال الجسم وفصاحة القول، فقد يكون جسم المرء دميمًا ومحتقرًا عند الناس، لكنه كريم عند الله؛ لأن قلبه طيب، وهو مؤمن صادق مع الله عز وجل، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم:
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد