باب النهي عن تسمية الفاسق سيدًا
عن بُريدة مرفوعًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا
للمنافق سَيِّد، فإنَّه إنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أسْخَطْتُم رَبَّكُم» رواه أبو
داود بسند صحيح ([1]).
****
الفاسق: هو الخارج عن طاعة الله سبحانه
وتعالى، وهو على قسمين: الأول: أن يكون من المؤمنين ولكنه ارتكب كبيرة دون الشرك،
فإنه يُحكم عليه بالفسق. والثاني: أن لا يكون مؤمنًا بل يدّعي الإيمان ويُظهره وهو
في الباطن مخادع، وهذا هو المنافق، والمنافق يسمّى فاسقًا، يعني: خارجًا عن طاعة
الله وخارجًا من الإسلام، والفاسق لا يجوز أن يُمدح ولا يُعظَّم، بل ينزّل منزلته
اللائقة به، فلا يقال له: سيد، وهو منافق أو فاسق من المؤمنين.
والحديث جاء في سياق ذكر المنافق ويدخل فيه الفاسق من المؤمنين، ولهذا ترجم الشيخ للباب بقوله: «باب النهي عن تسمية الفاسق سيِّدًا»، فلا يُسَوَّد المنافق، والسيد: هو المُعظَّم والرئيس، فالأصل أن لا يولّى في الوظائف والمناصب التي تجعله سيدًا، لأنَّ الله يغضب إذا رُفع هذا الفاسق أو المنافق فوق المنزلة التي يستحقها، لأنَّ في ذلك تشجيعًا لهم على هذه الجريمة، أي: جريمة الفسق والنفاق، فلا ينبغي أن يُمكَّنوا من التولي على أهل الإيمان والعقيدة، لأنهم قد
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد