باب ما جاء في الغيبة
وقول الله تعالى: ﴿وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ﴾ الآية [الحُجرَات: 12].
****
قوله: «باب ما جاء في الغيبة» حَدُّ الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه، سواء ذكرته بنقصٍ في بدنه أو نسبه أو في خلقه أو في قوله أو في دينه أو في عرضه، لأنَّ انتهاك الأعراض من الغيبة، قال سبحانه: ﴿وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ﴾ [الحُجرَات: 12]، ولمّا نهى الله سبحانه وتعالى عن الغيبة وأمر بتقواه، دلَّ هذا على أن المغتاب ليس عنده تقوى، أو أنَّ تقواه ناقصة، فالغيبة وقد فسَّرها صلى الله عليه وسلم بقوله: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذِكْرُكَ أخاكَ بِما يَكْرَه» قيل: أَفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أَخي ما أَقول؟ قال: «إن كانَ فيهِ ما تَقول فقد اغتَبْتَهُ، وإن لَمْ يَكُنْ فَقَدْ بَهَتَّه»([1])، فالذي يتكلم في أعراض الناس وهم غائبون لا يخلو مِنْ أمرين: إمّا أن يكون كذَّابًا، وإمّا أن يكون مغتابًا، وكلا الأمرين كبيرة، فعلى المسلم أن يحفظ لسانه عن أعراض المسلمين حتى ينجو من الأمرين، وذلك بأن لا يتنقَّصهم بذكر عيوبهم كأن يقول: فلان بخيل، أو: فلان جبان، أو يقول: فلان أعور، أو: فلان في جلده كذا، فهذا كله من الأمور التي يُراد بها السخرية والاستهزاء، ويدخل في باب الغيبة التي تُحبط الحسنات يوم القيامة.
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد