×
شرح كتاب الكبائر

باب غَصْبِ الأرض

عن سعيد بن زيدٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «مَن اقتَطَعَ شِبْرًا مِن الأرضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ الله إياه يومَ القِيَامَةِ مِن سَبْعِ أَرَضِينَ» أخرجاه ([1]).

****

ومن المظالم التي هي من كبائر الذنوب: غصب الأرض، وهو: الاستيلاء عليها بغير حق، فإنَّ من غصب شيئًا منها «طوقه من سبع أرضين يوم القيامة» يعني: تخسف به الأرض، فتصير البقعة المغصوبة في عنقه كالطوق يحمله فيُعذَّب به.

وسعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجَنَّة، وهو ابن عم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، ادَّعت عليه امرأة مجاورة له أنه أخذ أرضها فقال: أنا آخذ أرضها وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ اقتَطَعَ شِبرًا من الأرضِ ظُلمًا طَوَّقَهُ اللهُ إياه يَومَ القِيَامَةِ مِن سَبعِ أرَضينَ »، هذا في المساحة الكلية فكيف بالذي يقتطع المساحات؟ فإنَّه يطوَّقها من سبع أرضين يوم القيامة، ودلَّ الحديث على أن الغَصْب كبيرة، وأنَّ غَصْب الأرض أعظم من غَصْب غيرها إذ لم يرو فيه هذا الوعيد الشديد، ودلَّ الحديث على أنَّ الأرض طباق كالسماوات، وأنَّ مَنْ ملك أرضًا ملك ما تحتها، فله أن يحفر فيها وما وجد فيها من كنوز أو معادن جامدة فهي ملكه لأنها من أجزاء أرضه، وكذلك يملك هواءها فله أن يبني فوقها ما لم يَضُرّ بمَن يُجاوره.

*****


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2452)، ومسلم رقم (1610).