باب السخط
وقول الله تعالى: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ﴾ [التّغَابُن: 11]. قال علقمة ([1]): هو الرجل تُصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى بها ويسلِّم.
****
السُّخط عند المصيبة من الكبائر، والمعنى: أن
يسخط الإنسان من قضاء الله وقدره لا يرضى به. والأصل في المسلم أن يتلقى قضاء الله
وقدره بالرضا والصبر والاحتساب، وأن يؤمن بأنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه
لم يكن ليصيبه، وكون الإنسان يرضى بقضاء الله وقدره ولا يجزع فهذا خيرٌ له من
وجوه، منها: أنَّ الله يُكفِّر عنه خطاياه، ويرفع من درجاته، ويذكره بالتوبة، وأن
ما أصابه إنما هو بسبب ذنوبه، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ
وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ﴾[الشّورى: 30] والله عز وجل يقول: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ
ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ
إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ
رَٰجِعُونَ﴾[البَقَرَة: 155-156]، فالمؤمن إذا أصابته
ضراء صبر، وإن أصابته سراء شكر، فيكون ذلك خيرًا له، أما غير المؤمن، فإنَّه عند النعم
يطغى ويتكبر، وإذا أصابته النقم جزع وسخط.
وفي هذه الآية التي ذكرها الشيخ رحمه الله وهي قوله تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ﴾[التّغَابُن: 11]، قد بيَّن سبحانه وتعالى أن المصائب إنما تقع
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد