×
شرح كتاب الكبائر

باب تشييع الفاحشة في المؤمنين

وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ [النُّور: 19].

****

 تشييع الفاحشة بين المؤمنين معناه: ذكر الفاحشة التي تقع من بعض الناس أو اختلاق شييء لم يقع وذلك بنشرها في المجالس والاجتماعات أو في الصحف ووسائل الإعلام، وهو أمر لا يجوز من وجوه منها: أنه فيه فضيحة وتشهير لمن وقع في الخطأ، ولأنَّ هذا يبعث على التساهل في أمور الفواحش، ويُجرِّئ الفسقة على ارتكابها، فيجب أن لا تذكر في المجالس والصحف وغيرهما، وهذا الصنيع من الكبائر، فالشيخ رحمه الله أورد هذا الشيء في كتاب الكبائر لأهميَّته، وقد توعَّد الله تعالى الذين يشيعون الفاحشة في الذين آمنوا بأنَّ لهم عذابًا أليمًا في الدنيا والآخرة، فإذا كان فاعل ذلك متوعدًا بالعذاب، فإنَّ ذلك يدل على أنها كبيرة من كبائر الإثم، لأنَّ هذا التوعد من ضوابط الكبيرة.

والمطلوب على ضوء ذلك محاصرة الجريمة وسترها وعدم نشرها، فالواجب على المسلم الإقلاع عن إشاعة الفاحشة في المؤمنين وأن يستر عليهم، والأصل في المسلم البراءة، قال الله تعالى: ﴿لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرٗا وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفۡكٞ مُّبِينٞ[النُّور: 12].

*****


الشرح