باب ما يحذر من الكلام في الفتن
عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: «سَتَكُونُ فِتنةٌ تَستَنظِفُ
العَرَبَ، قَتلاها في النَّارِ، اللِّسانُ فيها أشَدُّ مِن وَقْعِ السَّيفِ» رواه
أبو داود ([1]).
وله ([2]) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «سَتَكونُ فِتنَةٌ، بَكْماءُ
عَمْياءُ، مَن أشرَفَ لها استَشرفَتَ له، وإشْرَافُ اللِّسانِ فيها كَوُقوعِ
السَّيفِ».
ولابنِ ماجه ([3]) عن ابن عمر مرفوعًا: «إيّاكُم والفِتَنَ، فإنَّ اللِّسانَ فيها مثلَ
وَقْعِ السَّيْفِ».
****
الفتن: جمع فتنة، وهي:
الابتلاء والامتحان، وهذه الدار دار امتحان وفتن، وهذه حكمة الله عز وجل، يبتلي
عباده ليميز المؤمن الصادق من الكاذب في إيمانه، فيُجري هذه الفتن والمحن من أجل
أن يتميز أهل الإيمان الصادق من أهل النفاق.
والفتنة أصلها: ما يعرض على النار من الحديد والذهب ليزول ما علق بهما من الأوساخ، أو ما شابهها من الغش، فيُعرض على النار من أجل أن يخلص معدنه، ويذهب ما عليه من الدخيل، فما يجري في هذه الدنيا من أمور فيها شر، إنما هي امتحانات وابتلاءات من الله، ليميز الخبيث من الطيب، ويجعل الخبيث بعضه على بعض، ولولا الفتن ما تميز أهل الإيمان من أهل النفاق، بل صار الناس سواء، فمن حكمة الله أنه يجري هذه الفتن والشدائد، ليمايز بين الفريقين.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4265)، والترمذي رقم (2178) وابن ماجه رقم (3967).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد