باب ترويع المسلم
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدَّثنا أصحابُ رَسولِ الله صلى الله عليه
وسلم: أنَّهم كانوا يَسيرون مَعَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فنام رَجُلٌ مِنهم
فانطَلَقَ بَعضُهم إلى حَبْلٍ مَعَهُ فأخَذَهُ ففَزِعَ، فقال رسولُ الله صلى الله
عليه وسلم: «لا يَحِلُّ لمسلمٍ أنْ يُروِّعَ أخاه». رواه أبو داود ([1]).
****
وقوله: «باب ترويع المسلم» الترويع: يعني:
الإخافة والإرعاب، فلا يجوز للمسلم فعلُ شيءٍ يكون سببًا في إلقاء الخوف في قلب
أخيه، لأنَّ الترويع فيه ضرر على المسلم، فمن فعل ذلك فإنه يجازى يوم القيامة على
صنيعه، ويمكن أن ينال عقابه في الدنيا، ويدخل في ذلك ما يصدر من البعض الذي يتبنون
أفكارًا منحرفة، تدفعهم إلى إرهاب الناس وإخافتهم من خلال التفجير، وترويع الآمنين
والمستأمنين والمعاهدين، فالواجب تأمين المسلمين وتأنيسهم وإكرامهم لا تخويفهم
وإرهابهم.
وقوله: «كانوا يَسِيرون مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم، فَنامَ رَجُلٌ مِنْهُم فانطَلَقَ بَعْضُهم إلى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخذَه ففَزِعَ» وذلك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فنام أحدهم وجاء رجل ليمزح وأخذ حبله فروعه ولا يجوز الترويع حتى بالمزاح، وأيًّا كان هذا الترويع سواء بالكلام أو يأتيه على حين غفلة فيخيفه، أو من خلال الاتصال بالهاتف، كأن يخبره بخبر يفزعه على سبيل المزاح، أو بالفعل كأن يحمل عليه السلاح تخويفًا له، أو استغفاله وهو نائم، لأن كل ذلك من شأنه أن يسبب له ضررًا، فالحاصل أنَّ ترويع المؤمن بأي حال لا يجوز وهو كبيرة من كبائر الذنوب فيه من إدخال الأذى والضرر على المسلم، والمسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد