باب: ذكر الرِّياء والسُّمعة
وقول الله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا *﴾ [الكهف: 110]
****
من الكبائر: الرِّياء
والسُّمعة، والرِّياءُ لِمَا يُرى من الأعمال، والسُّمعةُ لِمَا يُسمع من الأقوال،
فالرِّياء في الأعمال، والسُّمعة في الأقوال، ومن ذلك أن يتصدَّر أحدهم للوعظ أو
الخطابة، فيُزوِّق كلامه، ويأتي بفنون البلاغة حتى يُثنَى عليه، أو يُصلي النوافل
ويتصدَّق وغير ذلك من أعمال الطاعات ووجوه البِرِّ وهو يُحبُّ أن يطَّلع عليه
الناس ويثنوا عليه، فإذا أحبَّ أن يطَّلع عليه الناسُ ويُثنوا على عمله، فقد دخل
في باب الرِّياء الذي يُحبط العملَ.
ومن السُّمعة أن
يجهر بالذِّكْر أو بتلاوة القرآن، ويُحسِّن صوته فيها، من أجل أن يمدحه الناس،
ويُثنوا عليه، ويجتمعوا حوله، ويُصلُّوا خلفه، فهذا ونحوه إنما حبطت أعمالهم بسبب
حرصهم على جَلْب المديح لهم، وثناء الناس عليهم، وإعجابهم بما يصدر عنهم من أعمال
لم تكن خالصة لوجه الله تعالى.
فعلى الإنسان أن
يخاف ويحذر من الرِّياء والسُّمعة، وأن يُخلص في أعماله وأقواله لتكون لوجه الله عز
وجل.
وأما قوله تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ أول الآية قوله تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ﴾[الكهف: 110]، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم بشرٌ وليس مَلَكًا، وليس له نصيبٌ من
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد