باب أكبر الكبائر
في «الصحيحين» عن أبي بَكْرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله
عليه وسلم: «ألا أنبِّئكُم بأكْبر الكبائر؟» قلنا: بَلى يا رسولَ الله، قال:
«الإشراكُ باللهِ، وَعقُوقُ الوالدَيْن» وكان مُتِّكِئًا فجلس، فقال: «ألاَ
وقَوْلُ الزُّورِ، ألاَ وشَهادَةُ الزُّورِ» فما زالَ يُكَرِّرُها حَتَّى قلنا:
لَيْتَهُ سَكَتَ ([1]).
****
عرفنا أن الكبائر
ليست سواءً، فمنها أكبر الكبائر، ومنها ما هو دون ذلك، والسبع الموبقات هي أكبر
الكبائر؛ سميت موبقًا لأنها تهلك صاحبها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « اجتنبوا السبع الموبقات »، قالوا: يا رسول الله، ما
هنَّ؟ قال: الشِّرْكُ باللهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفسِ التي حَرَّمَ الله
إلاّ بالحقِّ، وأكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتيمِ، والتَّولِّي يَوْمَ
الزَّحْفِ، وقَذْفِ المُحْصَناتِ الْـمؤْمِناتِ الغَافِلاتِ([2]).
فذكر النبي أكبر
الكبائر، وأولها: الشرك بالله وهو أعظمها على الإطلاق؛ لأنه لا يُغفر إلاَّ
بالتوبة، وصاحبه مخلَّد في النار، بخلاف الكبائر التي دون الشرك فإنها وإن عُذب
صاحبُها في النار، فإنه لا يُخلَّد فيها، وقد لا يُعذب، فيعفو الله عنه ولا يعذبه.
ثانيها: عقوق الوالدين: لأن الله جل وعلا لما ذكر حقَّه ذكر حقَّ الوالِدَين، قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا﴾ [النِّسَاء: 36]، وقال:﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ﴾[الإسرَاء: 23].
([1])أخرجه: البخاري رقم (2654)، ومسلم رقم (87).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد