وقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ
نَارٗا﴾ الآية [التّحْريم: 6].
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مَسؤولٌ عَن رَعيَّتِه، فالإمامُ راعٍ ومَسؤولٌ عَن
رَعِيَّتِه، والرَّجُلُ راعٍ في أَهلِِ بيته مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِه، والمَرأَةُ
راعِيَةٌ على بَيتِ زَوجِها وولده ومَسؤولةٌ عَن رعيتها، والوَلدُ راعٍ في مالِ
أَبيهِ ومَسؤولٌ عَن رَعِيَّتِه، والخادِمُ راعٍ في مالِ سَيِّدِه ومَسؤولٌ عَن
رَعِيَّتِه، فكلُّكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عَن رَعِيِّتِه» متفق عليه ([1]).
****
الرعاية: هي الولاية على الشيء
لحفظه والقيام بمصالحه؛ وكلٌّ عليه رعاية بقَدَره مِنَ الراعي العام وهو ولي
الأمـر إلى الراعي على أهل بيته، ويدخل في هذا الزوجة في بيت زوجها، والخادم في
مال سيده، لأنَّ الكلَّ سيُسأَلُ عمَّا استرعاه الله عليه.
وقول الله تعالى: ﴿قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا﴾ فيه أن قيِّم الأسرة راعٍ عليها وأنَّه لا بد أن يقي أهله نارًا وقودها الناس والحجارة، فربُّ البيت مأمور أن يقي نفسه ثم أهله وأولاده من النار، بمعنى أن يأمرهم بطاعة الله من صلاة وعبادات وينهاهم عن الحرام والمعاصي، ولا يهملهم فيهلكون، وقد مرَّ في الحديث: «ما مِن عَبدٍ يَستَرعيهِ اللهُ رَعِيَّةً فَيموتُ
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد