باب طاعة الأمراء
وقوله الله تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ
ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ﴾ الآية [النِّسَاء: 59]
وقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التّغَابُن: 16].
****
من المقطوع به أنَّ الإنسان لا يستطيع أن يعيش
منفردًا، بل لا بُدَّ له من أن يجتمع مع بني جنسه فالإنسان مدني بطبعه من أجل
التعاون وتحقيق مصالحه الدينية والدنيوية، ولمّا كان الأمر كذلك والناس يجتمعون في
قرية أو مدينة أو أي تجمع، فإنَّه لا بدَّ أن يحصل اختلاف، واعتداء من بعضهم على
بعض، كالاعتداء على النفس أو المال أو العرض، وهذه هي طبيعة البشر، فالإنسان من
طبيعته الظلم، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا﴾ [الأحزَاب: 72]، فكان لا بُدَّ ممن يحكم بينهم حاكم يمنع الظلم ويرد
الظالم وينصر المظلوم، فكان لا بد من الرجوع إلى الحاكم ليفصل بينهم ويتولى
شؤونهم، وهذا الحاكم هو السلطان، وهو وَلِيُّ الأمر، ولما كانت لا تحصل إقامة
السلطان إلاَّ بالسمع والطاعة له، فلذلك أمر سبحانه وتعالى بالسمع والطاعة لولاة
الأمور، فقال سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي
ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾[النِّسَاء: 59]، فأمر سبحانه وتعالى
بطاعة ولاة الأمور بعد طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والمصدر الذي
يحتكمون إليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي
شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ فالمرجع كتاب الله
وسنة رسوله الكريم، والمُنَفِّذ هو
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد