السلطان، ولا يتم ذلك إلاَّ بالسمع والطاعة
والانقياد له، لذلك نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن مخالفة ولاة
الأمور ما داموا مستقيمين على طاعة الله ورسوله، لذلك لا تجوز معصيتهم ولا الخروج
عليهم لما ينتج عن ذلك من المفاسد كاختلال الأمن، وتسلط الظلمة، واعتداء المجرمين،
حتى ولو كان في بعض ولاة الأمور نقص في الدين ما لم يصل إلى الكفر فلا يُخرج عليه
حتى وإن كان الوالي ظالمًا، فيحرم الخروج عليه، بل يجب الصبر على هذا الظلم لما في
الخروج عليهم من الشرور الكثيرة المحققة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أُوصيكُم
بتَقوى الله والسَّمعِ والطَّاعَةِ، وإن عَبْدًا حَبَشِيًّا، فإنَّه مَن يَعِشْ
مَنْكُم بَعدي فَسَيرى اختلافًا كثيرًا، فَعَليكُم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ
الراشِدينَ المَهْدِيِّيْن فتمسَّكوُا بها وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ»([1]). ولذلك صارت إقامة السلطان
وإقامة ولي الأمر أمرًا ضروريًّا وواجبًا شرعيًا على الأمة.
لا يصلحُ الناسُ
فَوضَى لا سُراةَ لهم ولا
سُراةَ إذا جُهّالُهم سَادوا
فلا بُدَّ من إقامة الحكم وإقامة السلطان لما يزع الله به من الشرور ويدفع به من الفتن، لذلك يقول عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه: إنَّ الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن يعني: يدفع بالسلطان ما لا يدفع بالقرآن، فالقرآن يحتاج إلى من ينفذه، فمنصب السلطان منصب عظيم لا بُدَّ منه فهو جُنّة حصينة، تُتَّقى به الشرور، لذلك لا يجوز للمسلمين أن يبقوا بدون سلطان ولو لوقت قصير، ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم لم يشتغلوا
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وأحمد رقم (17144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد