باب الاستهزاء
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضۡحَكُونَ ٢٩ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ﴾[المطفّفِين:
29-30]، وقوله: ﴿فَٱتَّخَذۡتُمُوهُمۡ سِخۡرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوۡكُمۡ ذِكۡرِي وَكُنتُم
مِّنۡهُمۡ تَضۡحَكُونَ﴾[المؤمنون: 110]، وقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ
عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ
أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ﴾ الآية [الحُجرَات: 11].
عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ المُستَهْزِئينَ
بالنَّاسِ يُفْتَحُ لأِحَدِهم في الآخرةِ بابٌ مِنَ الجَنَّةِ فيُقال له: هَلُمَّ
هَلُمَّ، فيَجيءُ بكَرْبِه وغَمِّهِ، فإذا جاءَه أُغْلِقَ دُونَهُ، ثُمَّ يُفتَحُ
له بابٌ آخَرُ فيُقال له: هَلُمَّ هَلُمَّ، فيَجيءُ بكَرْبِه وغَمِّهِ، فإذا جاءَ
أُغْلِقَ دُونَهُ، فما يزالَ كَذَلِكَ، حتَّى إنَّ أحَدَهُم لَيُفْتَحُ له البابُ
مِن أبوابِ الجَنَّةِ فيُقال لَه: هلُمَّ، فَمَا يأتِيهِ مِنَ اليَأسِ». أخرجه
البيهقي ([1]).
ولابن أبي حاتم وغيره ([2]) عن ابن عمرو([3]) مرفوعًا: «مَنْ مَاتَ هَمّازًا لَمَّازًا مُلَقِّبًا للنَّاسِ، كانَ
عَلامَتُه أنْ يَسِمَهُ اللهُ عَلى الخُرْطُومِ مِن كِلا الشِّدقَينِ».
****
قوله: «باب الاستهزاء» الاستهزاء هو التنقص، أي: تنقّص أهل الفضل، أو الناس بشكل عام، وهو من كبائر الذنوب المستحقة لعقوبة الله.
([1]) أخرجه: البيهقي في «الشعب» رقم (6757).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد