باب ما جاء في شهادة الزور
وقول الله تعالى: ﴿وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ﴾ الآية [الحَجّ: 30].
عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: «إنَّ الطَيْرَ لَتَخْفِقُ
بأَجنِحَتِها، وتَرْمي ما في حَواصِلها مِنْ هَوْلِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وإنَّ
شاهِدَ الزُّورِ لا تَزولُ قَدَماهُ حَتّى يَتَبَوَّأ مَقعَدَه مِنَ النّارِ» ([1]).
ولهما ([2]) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه: «أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ، أَلا
وَشَهَادَةَ الزُّورِ» فما زال يُكَرِّرُها حَتّى قُلْنا: لَيْتَهُ سَكَتْ».
****
شهادة الزور من
الكبائر الموبقة والعياذ بالله وهي الشهادة التي يُدلي بها الشاهد وهو كاذب فيها،
إمّا لأجل مساعدة المشهودِ له والناس اليوم يعتبرون أن الشهادة من المساعدة، وأنَّ
الذي لا يشهد ليس فيه خيرٌ، وهو في الحقيقة يضر من شهد له شهادة الزور، لأنه يقطع
حقوق الناس بهذه الشهادة، وإمَّا أن يشهد وهو كاذب انتقامًا من المشهود عليه، أو
يشهد جاهلاً بحكم الشهادة كأن يظن أنّها لا تضر، أو جاهلاً بعواقب ومآل شهادة
الزور، والزور والتزوير: هو تزيين الشيء حتى يصبح كأنه حقيقة. ويزوِّره، أي:
يُنَمِّقُه ويُحسِّنه حتى يظهر للناس كأنه حقيقة.
فالزور: هو إظهار الشيء على غير حقيقته، أو أنَّ أصله من الإزورار، أي: الانحراف، لأن شهادة الزور فيها انحراف عن الحق.
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد