قال الشيخ الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
كتاب الكبائر
وقول الله تعالى: ﴿إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ
سَئَِّاتِكُمۡ﴾ [النِّسَاء: 31].
وقول الله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا
ٱللَّمَمَۚ﴾ [النّجْم: 32].
****
قوله تعالى:﴿إِن تَجۡتَنِبُواْ
كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ﴾ فيه دليل على أن الذنوب تنقسم كما ذكرنا إلى كبائر
وصغائر، وأن من اجتنب الكبائر كفَّر الله عنه الصغائر، وهذا وعد من الله سبحانه
وتعالى.
وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا﴾ [النِّسَاء: 31] وهذا وعد من الله، وفيه ردٌّ على الخوارج والمعتزلة،
وبيان فساد مذهبهم، بزعمهم أن الكبائر تُخرج مرتكبيها من المِلَّة، وقد سبق بيان
ذلك بالتفصيل، وبيان أن الحقَّ في ذلك هو مذهب أهل السُّنة والجماعة البعيد كلَّ
البُعد عن الإفراط والتفريط وعن الغُلو والتطرف.
ومن الأدلة على أن
الذنوب تنقسم إلى كبائر وصغائر قولُه تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا
ٱللَّمَمَۚ﴾.
وكبائر الإثم: هي المعاصي.
والفواحش: جمع فاحشة، وهي ما تناهى قُبحه وشناعته.
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد