×
شرح كتاب الكبائر

باب الحرص على المال والشرف

عن كعب رضي الله عنه مرفوعًا: «ما ذِئْبانِ جائِعانِ أُرْسِلا في زَرِيبَة غَنَمٍ، بأفسَدَ لَها مِنْ حِرْصِ المَرْءِ على المالِ والشَّرَفِ لِدينه» صحَّحه الترمذي ([1]).

****

 وفي هذا الحديث بيان مضرة الحرص على المال والشرف على الدِّين، فالحرص على المال والشرف يضر بالدين، لأن الحرص على المال يحمل الإنسان على الكسب الحرام، من الربا والقمار، والغش والسرقة والغصب وغير ذلك، أي: إن محبة المال تحمل الإنسان على الكسب الحرام، وليس المراد أن لا يحب الإنسان المال، فلقد قال تعالى: ﴿وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا[الفَجر: 20]، وقال: ﴿وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ [العَاديَات: 8].

والخير: هو المال، وإنما المقصود حب المال الذي يحمل الإنسان على المكاسب المحرّمة، فهذا هو الحرام، وإلاَّ فالله عز وجل قال: ﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ [الإنسَان: 8]، وقال تعالى: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ [آل عِمرَان: 92]، فالكل يحب المال، ولكن إذا خرج حب المال عن حدّه، وحَمَل صاحبه على عدم المبالاة بأي وسيلة يأخذه، فهذ هو الحرام المذموم الذي يضر بالدين، لأنَّ صاحبه لا يتقيد بأوامر الله سبحانه وتعالى، ونواهيه، بل يكسب المال من أية طريقة كانت.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2376)، وأحمد رقم (15784).