باب الأمانة في البيع والشراء والكيل والوزن
وقول الله تعالى: ﴿فَلۡيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤۡتُمِنَ أَمَٰنَتَهُۥ﴾[البَقَرَة: 283].
****
أنواع الأمانة كثيرة، ومنها هذا النوع: وهو أمانة البيع والشراء، بأن يكون كلٌّ من البائع والمشتري أمينًا في معاملته لا يغش ولا يخدع ولا يدلس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «البَيِّعان بالخِيَارِ ما لَم يَتَفَرَّقا، فإن صَدَقا وبيَّنا بورِكَ لَهُما في بَيعِهما، وإن كَذَبا وكَتَما مُحِقَت بَرَكَةُ بَيعِهِما»([1]). فالأصل أنَّ البيع بين المسلمين مبني على الأمانة وعدم الغش والخيانة، وكذلك يجب أن تكون الأمانة في الكيل والوزن، قال الله تعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ إِذَا كِلۡتُمۡ وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلٗا﴾[الإسرَاء: 35]، فالذي يبخس الكيل والوزن خائن غشاش، وقد أهلك اللهُ أمةً مـن الأمم ببَخْسهم المكاييل كما أخبر الله تعالى عن قوم شعيب عليه السلام حيث قال الله تعالى على لسانه مخاطبًا قومه ﴿فَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ﴾ [الأعرَاف: 85]، فالوزن يكون بالقسطاس المستقيم، يعني: المعتدل الذي ليس فيـه نقص ولا بخس لحقوق الناس، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ﴾ [الأعرَاف: 85]، فيجب على المسلم الذي يبيع ويشتري أن يوفي بالكيل والوزن، ويَصْدق في البيع والشراء، وقد قلَّ هذا في الناس اليوم إلاّ من رحم الله، فكثيرون اليوم الذين يغشون في الكيل والوزن، وما هو بمثابة الكيل والوزن، يبيعون بضاعتهم على أنها كاملة الوزن وهي منقوصة، وهذا من الغش وبخس الناس أشياءهم، سواء في الحبوب
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد