×
شرح كتاب الكبائر

باب أذى الصالحين

وقول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا [الأحزَاب: 58].

عن أبي هُبيرة رضي الله عنه، أنَّ أبا سفيان أتى على سلمانَ وصُهيبٍ وبلالٍ في نَفرٍ فقالوا: ما أخَذَتْ سُيوفُ الله مَأخَذَها مِن عُنُقِ عَدُوِّ الله، فقَال أبو بكر: أتَقولون هَذا لِشيخِ قُرَيشٍ وسَيِّدهِم؟ فأتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرَه فقال: «يا أبا بَكرٍ، لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُم، لَئن كُنتَ أَغضَبْتَهم فقد أَغْضَبْتَ رَبَّكَ» فقال: يا إخوَتاه، لَعَلّي أغضَبْتُكُم؟ فقالوا: لا، يَغفرُ اللهُ لَكَ يا أخي، رواه مسلم ([1]).

وللترمذي ([2]) وحسَّنه عن أبي بَكرةَ رضي الله عنه مرفوعًا: «مَن أَهانَ السُّلطان أَهانَهُ اللهُ». ****

لا تجوز أذية الصالحين بالقول أو بالفعل وذلك بالاستطالة باللسان أو اليد، والأذية لا تجوز في حق أيِّ أحدٍ، وهي في حق الصالحين من باب أولى، لشرفهم عند الله تعالى، وقد قال الله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابٗا مُّهِينٗا ٥٧ وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا[الأحزَاب: 57-58]، فدلت هذه الآيات على تحريم أذية الله ورسوله وإيذاء المؤمنين والمؤمنات لِما في ذلك من إثم عظيم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2504).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2224).