باب الفَرَح
وقول الله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا﴾ [الانشقاق: 13]، وقوله تعالى:﴿إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ﴾ [الطُّور: 26]، وقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ
كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ﴾[الأنعَام: 44].
****
قوله: « باب الفرح » الفرح: هو السُّرور، وهو على قسمين: فرح محمود،
وفرح مذموم، والفرح المحمود: هو الفرح بنعمة الله وبفضله، ويدخل فيه الفرح بالعلم
وبالقرآن والإسلام وغيرهما، قال تعالى:﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ
خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يُونس: 58]، فالفرح بالإسلام
وبالعلم وبفضله ونِعَمِه هو الفرح المشروع والمحمود، لأنه دليل على محبَّة الخير.
وأمّا الفرح المذموم: فهو الفرح بالدُّنيا من أجل ما فيها من الملذات والشهوات، فمثل هذا الفرح مذموم لأنه يحمل المرءَ على الأَشَر والبَطَر، كما حصل لقارون الذي أعطاه الله من المال الشيء الكثير، فقال له قومه: ﴿لَا تَفۡرَحۡۖ﴾ [القَصَص: 76] أي: لا تفرح فرح البغي، ولا تَبطر بما أنت فيه من المال ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ ٧٦ وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ﴾ [القَصَص: 76-77]، أي: استعمل ما وَهبَك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة في طاعة ربك والتقرب إليه، ولكنه تكبَّر وتجبَّر وقال: إنما أُوتيت هذه
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد