×
شرح كتاب الكبائر

باب ما جاء في النَّميمة

وقول الله تعالى: ﴿هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ[القَلَم: 11].

عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعًا: «لا يَدخلُ الجنَّةَ نَمَّامٌ» ([1]).

ولهما([2])  في حديث القبرين: «إنَّهما لَيُعذَّبانِ، وما يُعذَّبانِ في كَبيرٍ، بَلَى إنَّه كَبيرٌ، أمّا أحَدُهُما فكانَ لا يَستَبْرِئُ مِنَ البَوْلِ، وأمَّا الآخَرُ فكانَ يَمشِي بالنَّمِيمَة» الحديث.

ولمسلم ([3]) عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: «أَلا هَلْ أُنبِّئكم ما العَضْهُ؟ هي النَّميمَةُ، القالَةُ بَيْنَ النَّاسِ».

****

النميمة من الكبائر أيضًا، والنميمة معناها: نقل الحديث بين الناس على وجه الوشاية، يأتي لفلان ويقول له: فلان يشتمك ويتكلم في حقك ويذهب إلى الآخر ويقول له مثل ما قال للأول، فينقل كلام الناس بعضهم في بعض من أجل الإفساد بينهم، وجاء في الأثر: إنَّ النمام يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة، فهذا أشد إفسادًا من الساحر، نسأل الله العافية.

فالواجب على المؤمن أنَّه إذا سمع كلامًا يقال في حقِّ مسلم أن لا يكتفي بالسماع والسكوت، بل لا بد له أن ينصح المتكلّم ويبيِّن له أن هذا حرام وغيبة، ولا يذهب لينقل الكلام للمتكلَّم فيه، هذه هي صفات المؤمن، أما المنافق فإنه يفرح بما حدث من أجل أن يفسد ويوقع


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (105).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (216)، ومسلم رقم (292).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (2606).