باب البَذاء والفُحْش
وقول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ
مَرُّواْ كِرَامٗا﴾[الفُرقان:72].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: «ليس المؤمنُ بالطَّعّانِ ولا
اللَّعّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيِّ» حسَّنه الترمذي ([1]).
****
« البَذاء » هي قلَّة الحياء، و
« الفُحش » : هو الكلام الفاحش
الذي يؤذي الناس ويمقته الله سبحانه ويبغضه، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وصف
المؤمن فقال: «ليس المؤمنُ بالطَّعان، ولا اللّعّان، ولا الفاحشِ ولا البَذيِّ
»، فالأصل في المسلم أن يكون سَلْمًا لأخيه المسلم فلا يؤذيه.
والفاحش: هو كثير
الفُحْش، والفُحش: هو القبح المتناهي، والمسلم يتنزَّه عن هذا كُلِّه، فإنَّ الذين
يُحرَّمون على النار إنما هم أصحاب الأخلاق الحسنة، قال عليه الصلاة والسلام: «حُرِّم
على النَّار كلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ، سهلٍ قريبٍ منَ النَّاسِ»([2]).
وأما قوله تعالى في الآية:﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ﴾ المصنِّف رحمه الله ساق هذه الآية لبيان أبرز صفات المؤمن، حيث إنّ سورة الفرقان تضمَّنت هذه الصفات، فمن صفاتهم كما ذكر سبحانه أنهم ﴿يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا﴾، أي: مشية المتواضع دون تكبُّر أو علوٍّ في الأرض ولا فساد، وقد قال سبحانه ناهيًا عن التكبُّر:﴿وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ
([1])أخرجه: الترمذي رقم (1977)، وأحمد رقم (3839).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد