باب من ادَّعى ما ليس له، ومَنْ إذا خاصم فجر
فيه حديث ابن عمرو ([1]) في الصحيحين، ورُويَ عن ابن مسعود وعمر رضي الله عنهما: «مَنْ قالَ: أنا
مؤمنٌ فهو كافرٌ، ومن قال: هو في الجنَّة فهو في النار، ومن قال: هو عالمٌ فهو
جاهلٌ» ([2]).
ولهما ([3]) عن أبي ذرٍّ مرفوعًا: «ليس مِن رجلٍ ادَّعى إلى غير أبيه وهو يَعلَمُه إلاّ
كفر، ومَنِ ادَّعى ما ليس له فليس منّا، ولْيَتبوَّأ مقعده مِنَ النارِ، ومَن رَمى
مسلمًا بالكُفْر -أو قال: يا عدوَّ الله- وليس كذلك، إلاّ حارَ عليه».
****
قوله: «من ادَّعى ما ليس له» كأنْ يَدَّعي أحـدٌ حقوق الآخرين ليأخذها ظلمًا، أو يدَّعي أنه يعمل عملاً صالحًا أو أنه يتصدق، وهو ليس كذلك، وهذا كبيرة من الكبائر كما قال الله تعالى: ﴿لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡرَحُونَ بِمَآ أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحۡمَدُواْ بِمَا لَمۡ يَفۡعَلُواْ فَلَا تَحۡسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٖ مِّنَ ٱلۡعَذَابِۖ﴾ [آل عِمرَان: 188]، وهذه صفة اليهود الذين يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الـمُتَشَبِّعُ بما لَمْ يُعْطَ كَلابسِ ثَوْبَي زُورٍ»([4])، فدلَّ هذا على أن الأصل في المسلم أن لا يدَّعي ما ليس له، سواء كان ذلك حقوقًا للناس أو صفة من الصفات أو منزلةً من المنازل التي لم يبلغها، لأنَّ هذا تزوير وكذب وخداع.
([1]) يشير إلى قوله: «أربعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا» أخرجه: البخاري رقم (34)، ومسلم رقم (58).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد