باب البخل
وقول الله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِ﴾[النِّسَاء: 37] الآية، وقوله تعالى: ﴿وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾[الذّاريَات: 19].
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَيِّدُكُم يا بني
سَلِمَة؟» قُلْنا: الجَدُّ بنُ قَيْسٍ، على أنَّا نُبَخِّلُهُ، قال: «وأيُّ دَاءٍ
أَدْوَأُ مِنَ البُخْلِ؟ بل سَيِّدُكُم عَمرُو بنُ الجَمُوحِ» رواه البخاري في
الأدب المفرد ([1]).
****
البخل: خُلُقٌ ذميمٌ يكون في بعض الناس، وهو: إمساك المال وعدم إنفاقه في الخير، فإنَّ الله سبحانه وتعالى وهب عباده المال ليختبرهم ويبتليهم، ومعلوم أنَّ الإنسان يحب المال ويحرص عليه كما قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ ٦ وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ ٧ وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ﴾[العَاديَات: 6-8]، والمراد بالخير هنا: المال، وقال ﴿وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا﴾ [الفَجر: 20] فحبُّ المال غريزة في الإنسان، ولذلك فإنَّ الله تعالى يبتلى عباده بالإنفاق من هذا المال الذي يحبُّه الإنسان، وقد أكَّدَ سبحانه على هذا المعنى في الآية المذكورة: والإنسان قد يغلب عليه البخل، فلا ينفق شيئًا لا واجبًا ولا مستحبًا، ويطيع البخلَ الذي في نفسه، وقد يكون الإنسان مجبولاً على الجود والكرم، فيتغلب على البخل الذي في نفسه، وينفق من ماله، فهذه مواهب يقسمها الله بين عباده، فمنهم البخيل، ومنهم الكريم الجواد.
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد