باب من تحلّم ولم يَرَ شيئًا
روى البخاري ([1]) عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: «مَنْ تَحلَّمَ بحُلْمٍ لم يَرَهُ
كُلِّف أن يَعقِدَ بَيْن شعيرتَينِ، ولنْ يَفْعَل».
****
وهذا نوع آخر من
أنواع الكذب وهو: الكذب في الرؤيا، فالرؤيا حق، فقد جاء في الحديث: « الرؤيا الصالحة جزء من ستة
وأربعين جزءًا من النبوة » ([2])، وفي الحديث: « أول ما بُدئ به رسول الله صلى
الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل
فَلَق الصُّبح » ([3]).
فالرؤيا إمّا أن
تكون رؤيا خير أو رؤيا شر، ولا يجوز للإنسان أن يكذب فيها، لأنه يُخبر عن الله
تعالى، والرؤيا الحق للعبد من الله عز وجل أَرَاهُ إيّاها، فإذا قال: رأيت كذا ولم
يرَ شيئًا، فقد كذب على الله، واللهُ لم يُرِهِ شيئًا، فلهذا يُكلَّفُ يوم القيامة
عقوبة له بأن يعمل شيئًا مستحيلاً، وهو العقد بين حبَّتي شعير، وهذا أمر متعذَّر
لا يمكن فعله، ولكن يكلف ذلك عقوبة له أن يفعل ذلك المستحيل والعياذ بالله، وهذا
فيه التحذير من الكذب في الرؤيا، وذلك بأن يقول: رأيت كذا وكذا في المنام، وهو
كاذب.
ومعنى لفظ« تحلَّم »الذي جاء في الحديث أي: ادّعى الحلم وهو لم ير شيئًا، فيكون كَذَبَ على الله عز وجل، فيكلّف بالمستحيل عقوبةً له،
([1])أخرجه: البخاري رقم (7042).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد