باب القلق والاضطراب
وقول الله تعالى: ﴿فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ الآية [الفَتْح: 26]، وقوله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
بَيۡنَهُمۡ﴾ الآية [النِّسَاء: 65]، وقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٢٧ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ
رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ﴾ [الفَجر: 2728].
****
هذا الباب كأنه تفسير للباب الذي قبله، فالقلق
والاضطراب عند وقوع القضاء والقدر يُعدُّ من الكبائر، وأما الرضا بقضاء الله وقدره
فهو من علامات الإيمان، ولهذا إذا أصيب المسلمون بمصيبة، أو سُلِّطَ عليهم عدوٌّ،
أنزل الله عليهم السكينة والاطمئنان وعدم القلق، كما حَدث للنبي حينما أخرجه
الكفار من مكة، قال تعالى: ﴿إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي
ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ
فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ﴾ [التّوبَة: 40]، فالمسلم في جميع
أحواله مطمئن في السّراء والضرَّاء، وهذا دليل على الإيمان بقضاء الله وقدره،
ولهذا لما أصاب المسلمين ما أصابهم في وقعة أحد، بعض أهل الإيمان قد أُصيبوا بالنعاس،
لأنهم مطمئنون، وفي النوم أمان، فهم مع ما أصابهم من القلق والجراح والقتل، غشيهم
النعاس أمنةً من عند الله، كما قال سبحانه يصف المسلمين يوم بدر: ﴿إِذۡ يُغَشِّيكُمُ
ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةٗ مِّنۡهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّيۡطَٰنِ
وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ﴾[الأنفَال: 11].
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد