باب ذكر الريب
وقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ
ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ﴾ [الحُجرَات: 15] الآية، وقوله تعالى:﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن
قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ٤ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [البَقَرَة: 4-5]، وقوله
تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ إِنَّ
وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱلسَّاعَةُ لَا رَيۡبَ فِيهَا﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا
نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِينَ﴾ [الجَاثيَة: 32].
****
الريب: هو الشك، فالأصل في المؤمن أن لا يكون عنده شك ولا يكون مترددًا في إيمانه، وإنما يكون صادقَ الإيمان، أما الذي عنده شكٌّ وتردد فهذا لا يكون مؤمنًا، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ﴾، فهم آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أتبعوا هذا بالعمل، كما قال في الآية نفسها:﴿وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ﴾، أي: حاربوا الكفار، وأعدّوا القوة لقتالهم بأموالهم وأنفسهم لإعلاء كلمة الله ونصرة الدين، وهذه علامة صدق إيمانهم، فليس الإيمان مجرَّد النطق فقط، ولا بالقلب فقط كما يقول المرجئة، وإنما الإيمان قول واعتقاد وعمل، ولا يكون المؤمن مجاهدًا في سبيل الله إلاَّ إذا أخلص نيّته، وكان قصده إعلاء كلمة الله، ولما سئل الرسول: عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حميّة، ويقاتل من أجل المغنم، أيُّ ذلك في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله» ([1])، والذين تكون فيهم هذه الصفات وصفهم الله تعالى في الآية نفسها بقوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ﴾؛
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد