باب الولايات من الأمانة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ أعرابيًّا سأل النبي صلى الله عليه وسلم:
مَتى السَّاعَةُ؟ قال: «إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظِرِ السَّاعَةَ»، قال: كيف
إضاعَتُها؟ قـال: «إذا وُسِّدَ الأمرُ إلى غَيْرِ أهْلِهِ فانتَظِر السَّاعَةَ»
أخرجه البخاري ([1]).
****
الولايات: تعني الوظائف، فالوظيفة
أمانة، فلابد أن تقوم بها على الوجه المطلوب دون أن تضيع حق أحد، ولا تضيع الوقت
فتنتقص منه وتغادر الدائرة قبل انتهاء الدوام المطلوب منك في العمل، فالولايات
أمانة سواء كانت إمارة، أو مكتبًا تعمل فيه أو غير ذلك، قال المفسِّرون في قول
الله تعالى: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا﴾: إنه أمر للولاة،
أن يولوا الأعمال من يقوم بها على أكمل وجه، فالوظيفة أمانة، كبيرةً كانت أم
صغيرة، وبعض الناس لا همّ له سوى نفسه والطمع في الراتب، ولا يهتم بأعمال الوظيفة
المُلقاة على عاتقه، وهذا مما تساهل فيه الناس في هذا العصر، وأخطر من ذلك أن
بعضهم لا يُمضي أعمال الناس إلاَّ بالرشوة، فإن لم يُعطَ عطَّلها. فيكون ملعونًا
كما جاء في الحديث الصحيح مِن لعن الراشي والمرتشي.
وأما قول السائل: «متى الساعة؟» الساعة لا يعلم وقت قيامها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له علامةً من علاماتها فقال له: «إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»، وقد ذكر تعالى أنَّ لها أمارات تدلُّ
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد