باب ما جاء في التملق ومدح الإنسان بما ليس فيه وقول الله تعالى: ﴿وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ﴾ [الحَجّ: 30]
وروى
الإمام أحمد عن أبي داود، عن شعبة، عن قيس ابن مسلم أنه سمع طارق بن شهاب يحدث عن
عبد الله يقول: «إنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِن بَيْتِهِ وَمَعه دِيْنُه، فيَلْقى
الرَّجُلَ ولَه إليهِ حاجةٌ، فيقول له: أنْتَ كَيْتَ وكَيْتَ، يُثْني عَلَيْهِ
لَعلَّهُ أنْ يَقْضِي مِنْ حَاجتِه شَيْئًا، فَيَسْخَطُ اللهُ عَلَيْه، فَيَرْجِعُ
وما مَعَهُ مِنْ دِيْنِهِ شَيْءٌ»([1]).
****
التملُّق من أشد
أنواع الكذب والعياذ بالله وهو: مدح الإنسان بما ليس فيه، ومدحه في وجهه، وهذا لا
يجوز، لأنك تمدحه في وجهه، وتذُمُّه في قلبك، وهو من أقبح أنواع الكذب، فالأحسن أن
تسكت ولا تكذب، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإنَّ مدح الإنسان في وجهه قد يُخجِلُه ويُحرجه، أو يحمله ذلك على الإعجاب بنفسه، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: « إذا رَأَيْتُم المدَّاحينَ فاحْثُوا في وُجوهِهم التُّراب » ([2])، ولما مدح رجل رجلاً آخر عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ويحك! قَطَعْتَ عُنُقَ صاحبَك » ([3])، ومن هنا لا يجوز التملق، فالأَوْلى بالمرء أن يقول الحق أو يسكت،
([1])أخرجه: الحاكم رقم (8641)، والبيهقي في «الشعب» رقم (4531).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد