باب ما جاء في لعن الرجل والديه
عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعًا: «مِنْ أَكبَرِ الكَبائرِ أن يَلْعَنَ
الرَّجُلُ والِدَيهِ». قيلَ: يا رَسولَ الله، وكيفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ والدَيْهِ؟
قال: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّه، فَيَسُبُّ
أُمَّهُ» أخرجاه ([1]).
****
من أقبح اللعن: لعن الرجل والديه، فقد
سبق ذِكْرُ النهي عن اللعن والتلاعن بين الناس، فكيف إذا وصل الأمر إلى أن يلعن
الرجل والديه ‑ والعياذ بالله ‑ اللَّذين جاء حقهما بعد حقّ الله تعالى، فقد قال: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ
إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ﴾ [الإسرَاء: 23] فجاء الأمر ببرِّهما
بعد مقام العبودية لله، وهذا يدل على عظيم حقهما. ثم قال: ﴿فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا﴾ [الإسرَاء: 23]، أي: فلا تسمعهما قولاً سيئًا حتى ولا التأفُّف الذي هو
أدنى مراتب القول السيِّئ، بل قل لهما قولاً طيِّبًا حسنًا بتأدُّب وتوقير وتعظيم،
ولكن هل يجرؤ أحد على لعن والديه مباشرة؟ الغالب أنه لا يجرؤ أحد على ذلك لكن
يتسبب في لعنهما من غيره، والرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن هذا بقوله: «يَلْعَنُ
الرَّجلُ أَبا الرَّجُلِ، فيَلْعَنُ أباهُ» فيكون هو المتسبب في لعن والديه، «ويَلْعَنُ
أُمَّه فَيَلْعَنُ أُمَّه» فيرد عليه مثل ما قال.
*****
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد