باب شدَّة الجِدال
وقول الله تعالى:﴿وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ﴾[البَقَرَة: 204].
وعن عائشةَ رضي الله عنها مرفوعًا: «إنَّ أَبغضَ الرِّجالِ إلى الله
الأَلَدُّ الخَصِمُ» ([1]).
وللتِّرمذيِّ([2]) عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا: «كَفى بكَ
إثمًا أن لا تَزالَ مُخاصِمًا».
****
الجدال آفةٌ من آفات
الكلام، وقد ساقه المصنِّف رحمه الله تعالى في كتاب « الكبائر »
ليُشيرَ إلى أن
الجدال والخصومة كبيرة من كبائر الذنوب لِما يترتَّب عليهما من آثار سيِّئةٍ، وهذا
بخلاف ما إذا كان الجدال لِبيان حقٍّ، أو كَشْف شُبهةٍ، أو دَفْعِ مضرَّةٍ، فهو
مطلوب كما قال سبحانه في محكم كتابه: ﴿وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [النّحل: 125]، فالمذموم منه ما
كان لغير ما ذكرنا، كأنْ يكون لهوىً، أو رياء وسُمعة. وقوله تعالى في الآية: ﴿أَلَدُّ﴾.
والحاصل أن الأَلدَّ شديد القسوة في معصية الله تعالى، فهو الذي يجادل بالباطل، فهو عليم اللِّسان، تارك العمل، يتكلم بالحكمة ويعمل بالخطيئة كما قال الله سبحانه وتعالى ﴿وَتُنذِرَ بِهِۦ قَوۡمٗا لُّدّٗا﴾ [مَريَم: 97]، فهؤلاء قد أُنذروا لأجل أنْ يتركوا هذه الصِّفة المذمومة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (2457)، ومسلم رقم (2658).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد