×
شرح كتاب الكبائر

باب ازدراء النعمة والاستخفاف بحرمات الله ([1])

****

قوله: «ازدراء النعمة»: أي: احتقارها، فلا يجوز للإنسان أن يحتقر النعمة، بل عليه أن يحترمها ويجلّها؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو دونكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر ألاّ تزدروا نعمة الله»([2]). في الدنيا انظر إلى هو من دونك من الفقراء والمساكين وارحمهم، ولا تنظر إلى الأغنياء وأصحاب الأموال والثروات، فإنَّ النظر إلى الفقراء يُعرِّفك نعمة الله عليك، فتشكره عز وجل على ما أعطاك، أما إذا نظرت إلى الأغنياء وما هم فيه من الترف، فإنك ستحتقر ما أنت فيه، فتزدري نعمة الله عليك. ومن ازدراء نعمة الله إهدارها وإلقاؤها في النفايات والطرقات خاصةً إذا زادت عن الحاجة، فعلى المسلم أن يُجلَّ النعمة ويقدّرها، وإذا كان عنده فضل من طعامٍ فإنه ينبغي أن يدفعه إلى المحتاجين والفقراء، فإنَّ من الناس من هو بحاجة إلىه ولا يجده، أو يحتفظ به لمرَّة قادمة، فإنَّ عدم شكر النعمة سببٌ لزوالها، يقول:﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ [إبراهيم: 7]، وفي قصة سبأ ما يبيِّن أن ازدراء نعمة الله سببٌ في سلبها منهم، فقـد أنعم الله عليهم بطيب بلادهم، وراحة السفر، فكانوا يسيرون من اليمن إلى بيت المقدس


الشرح

([1])  لم يورد المصنف في هذا الباب شيئًا، فهو بياض في الأصل.

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2963).