باب سوء الظن بالمسلمين
وقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ
ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ﴾ [الحُجرَات: 12].
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «إيّاكم والظنَّ، فإنَّ الظَنَّ أكذَبُ
الحَدِيثِ» رواه مسلم ([1]).
****
ومن الكبائر سوء الظن
بالمسلمين، فالأصل في المسلم الخير والعدالة، فلا تسيء الظن بأخيك المسلم إن لم
يكن عندك دليل على ما ظننت فيه، فمجرد الاتهام لأخيك المسلم دون دليل على ذلك،
يعدُّ كبيرة من كبائر الذنوب، فالله عز وجل أمرنا باجتنابه فقال:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ﴾ [الحُجرَات: 12]، قال سبحانه: ﴿كَثِيرٗا﴾ لأنَّ، بعض الظن
يكون إثمًا، فأنت تجتنب الكثير خوفًا من الوقوع في القليل، وهذا يدل على خطر سوء
الظن بالمسلمين، فإذا بلغك عن أخيك شيء، أو حاك في نفسك شيء، فعليك ألاّ تستعجل
وأن تتثبت في الأمر، فقد يكون الذي بلَّغك فاسقًا كذَّابًا، أو قد يكون الخاطر
الذي جال في نفسك من الشيطان، قال تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ
فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا
فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ﴾[الحُجرَات: 6].
وليت بعض الإخوان الآن من طلبة العلم يَحْذَرون من سوء الظن بالمسلمين والوقوع في أعراض العلماء وطلبة العلم، فترى كثيرًا منهم يتهمونهم ويصفونهم بأوصاف حزبية أو مذهبية بدون تحقق، وحتى لو ثبت أن فلانًا من الناس عنده بعض الأخطاء أو الملاحظات، فعلاج
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد