باب النهي عن الحلف بالأمانة
عن بُريدة رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ حَلَفَ
بالأمانَةِ فليس مِنَّا». رواه أبو داود بسند صحيح ([1]). ****
الحلف معناه: توكيد الشيء بذِكْرِ معظم،
والحَلِف تعظيم للمَحْلوفِ به، وهذا لا يستحقه إلا الله تعالى، لأنَّ هذا نوع من
أنواع العبادة، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن حَلَفَ بغَيْرِ الله
فَقَدْ أشرك»([2])، وفي الحديث الآخر:
«ألا إنَّ الله ينهاكم أن تَحلفُوا بآبائكم، مَنْ كانَ حالِفًا فلْيَحْلِف بالله
أوْ لِيَصْمِت»([3])، فالحلف لا يكون
إلاَّ بالله، لأنه تعظيم للمحلوف به، فلا يجوز الحلف بالأب أو بالنبي أو بالولي،
أو بالشرف ولا بالأمانة أو بغير ذلك، لأنَّه لا يستحق التعظيم إلاَّ الله تعالى.
فالحلف لا يكون إلاَّ بالله أو بصفة من صفاته ولا بشيء سوى ذلك.
ومن الحلف بغير الله الحلف بالأمانة، والأمانة: هي العهدة التي يؤتمن عليها العبد، والأمانة تكون بين العبد وبين ربه وبين الناس بعضهم مع بعض، والله يقول: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا﴾ [النِّسَاء: 58]، ولا يَتهاون بالأمانة إلاّ أهل النفاق، ولكن لا يُحلف بها، لأن الحلف بها حَلْف بغير الله، ولكن نجد كثيرًا من الناس يجري على ألسنتهم الحلف بالحياة والأمانة.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3253)، وأحمد رقم (22980).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد