×
شرح كتاب الكبائر

باب ما جاء في القول على الله بلا علم

وقول الله تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ [الأعرَاف: 33] إلى قوله: ﴿وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ [الأعرَاف: 33].

قال أبوموسى: مَن علَّمه اللهُ عِلْمًا فَلْيُعَلِّمْهُ النَّاسَ، وإيَّاهُ أنْ يقولَ ما لا عِلْمَ له بهِ فيَكونَ مِنَ المُتَكلِّفينَ، ويَمْرُقَ مِنَ الدِّينِ ([1]).

وفي «الصحيح» ([2])عن ابن عمرو رضي الله تعالى عنه مرفوعًا: «إنَّ الله لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزاعًا يَنتَزِعُه مِنْ قُلُوبِ الرِّجال، ولكنْ يَقبِضُ العِلْمَ بمَوتِ العُلَماءِ، حتَّى إذا لَمْ يَبْقَ عالِـمٌ، اتَّخَذَ النّاسُ رُؤوسًا جُهّالاً، فَسُئِلوا فأَفتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا».

****

هذا الباب جاء بعد باب الكذب على الله تعالى أو على رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنَّ القول على الله بلا علم يدخـل في باب الكذب، لكن الذي يقول على الله بغير علم لم يتعمّد الكذب، وإنَّما قال ذلك جهلاً، والكذب: أن ينسب الإنسان إلى الله أو إلى رسوله صلى الله عليه وسلم متعمدًا شيئًا لم يَرِد عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا من أخبث أنواع الكذب.

والقول على الله بغير علم، يدخل في الكذب على الله لأنَّ قائله لا يملك مؤهلات الفتوى من العلم الشرعي ومعرفة أحكام الدين، فيقول: هذا حلال وهذا حرام من غير علم، وإنما اعتمد في ذلك على


الشرح

([1])  أورده: ابن القيم في «إعلام الموقعين» (1/65).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (100)، ومسلم رقم (2673