باب ما جاء في إخلاف الوَعْد
****
إخلاف الوعد من الكبائر، وهو على نوعين:
أحدهما: أن يَعِدَ ومِنْ
نِيَّتِه أن لا يَفي، وهذا أشرُّ الخلق، ولو قال: أفعل إن شاء الله تعالى ومن
نِيَّته أن لا يفعل كان كاذبًا.
والثاني: أن يَعِدَ مع
نيَّته أن يَفي، ثم يبدو له، فيُخلف من غير عُذر له في الخُلفْ، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: « إذا وَعَد الرجل
أخاهُ ومن نِيَّتِه أنْ يَفِيَ له فلم يَفِ ولم يجئْ للميعاد، فلا إثمَ عليه » ([1]).
وأما إذا كان إخلاف
الوعد مع الله، فهذا والعياذ بالله، نفاق، فالإخلاف للوعد من أبرز لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ٧٥ فَلَمَّآ
ءَاتَىٰهُم مِّن فَضۡلِهِۦ بَخِلُواْ بِهِۦ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ﴾ [التّوبَة: 75-76] فقوله ﴿وَمِنۡهُم﴾ يعني: من المنافقين،
فهم أعطوا الأيمان والعهد إن أعطاهم الله من فضله أن يتصدَّقوا، ولكنهم لما أعطاهم
أخلفوا العهد، فزادهم الله نفاقًا إلى نفاقهم.
والحاصل أن المؤمن إذا وعد الله يجب عليه أن يصدق، وإذا وعد الناس فهذا محل خلاف، فمنهم من يقول: يجب، ومنهم من يقول: يُستحب، لأنه من جنس التصدق وليس بواجب، ولكن الصحيح الوجوب، لأنَّ الله تعالى توعَّد هؤلاء الذين يُخلفون في وعودهم، والوعيدُ لا يكون إلاّ على تَرْكِ واجبٍ.
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد