×
شرح كتاب الكبائر

باب الرِّشوة

وقول الله تعالى:﴿وَلَا تَشۡتَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا [البَقَرَة: 41] الآية، عن ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لَعَنَ الله الرَّاشي والمُرتَشي» وصحَّحه الترمذي ([1]).

ولأحمد ([2]) عن ثوبان مرفوعًا: لَعَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الرَّاشِي والمُرْتَشيَ والرائشَ، يعني: الَّذي يَمشِي بَينَهُما.

****

 من الكبائر الرشوة، وهي المال الذي يُدفع إلى الحكام والموظفين والمسؤولين، فالذي يدفع لهم رشوة يحصل على طلبه، والذي لا يدفع يمنع منه، والرِّشوة آفة عظيمة لا تنتشر في مجتمع من المجتمعات إلاَّ أفسدته، لأنَّها تُسبب الظلم ومنع المستحقين من تحصيل حقوقهم وإعطاءها إلى الظلمة، والرِّشوة مأخوذة من الرِّشاء، وهو: الحبل الذي يستخرج به الماء من البئر، فالذي يدفع الرِّشوة يشبه الذي يدلي بالحبل إلى البئر ليحصل على الماء، والرائش هو الوسيط بين الراشي والمرتشي، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ[البَقَرَة: 188]، وقـال عن اليهود: ﴿أَكَّٰلُونَ لِلسُّحۡتِۚ[المَائدة: 42] والسحت هو: الرِّشوة.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3580)، والترمذي رقم (1337)، وابن ماجه رقم (2313)، وأحمد رقم (6532).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (22399).