ففي تعاطي هذه الآفة
خطر عظيم، فينبغي للمسلمين أن يتعاونوا ويتظافروا في إنكارها والتحذير منها والسعي
إلى منعها، لأنها إن فشت في المجتمع ضاعت الحقوق وانتشر الظلم، والله يقول: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى
ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ﴾ [المَائدة: 2].
والرّشوة أنواع فقد
تكون مالاً أو منفعة، فكل شيء يبذل من أجل سَلْب حقوق الناس فهو رشوة، وسواء سميت
رشوة أو هدية أو إكرامية فهي رشوة، فالواجب على المسلم أن يتنزه عن الرشوة ولا
يدفعها ولا يأخذها ولا يسكت عمّن يرى أنه يتعامل بها، لأنَّ هذا منكر يجب إنكاره،
فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن رَأى منكم مُنكرًا فَلْيُغَيِّرْهُ
بِيَدِهِ، فَإنْ لَم يَستَطِعْ فبِلِسانِهِ فإن لم يَستَطِعْ فبِقَلْبِهِ، وذلكَ
أضعَفُ الإيمانِ»([1]).
*****
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).
الصفحة 2 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد