باب ذكر مرض القلب وموته
وقول الله تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ﴾ [البقرة:10]، وقوله:
﴿لَّئِن لَّمۡ يَنتَهِ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم
مَّرَضٞ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لَنُغۡرِيَنَّكَ بِهِمۡ ثُمَّ لَا
يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلٗا ٦٠ مَّلۡعُونِينَۖ أَيۡنَمَا ثُقِفُوٓاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ
تَقۡتِيلٗا﴾ [الأحزَاب:
60-61].
قال صلى الله عليه
وسلم: «ألاّ وإنَّ في الجَسَدِ مضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ،
وَإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّه، ألا وهي القَلب»([1])، فالقلب هو ملك
الأعضاء والجوارح، والأعضاء كلها كالخدم له، والسمع والبصر منافذ للقلب، فإمّا أن
تُدخل إليه الخير، أو تُدخل إليه الشر، وكذلك المآكل والمشارب، فإنها تؤثر على
القلوب، فإن كانت طيبة فإنها توثر تأثيرًا طيبًا، وإن كانت سيئة أثّرت تأثيرًا
سيئًا؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إن الحلال بيِّن، وإن الحرام بيّن»([2])، فالحلال يصفّي القلب
ويطيِّبه، ويُعينه على مخافة الله عز وجل، وعلى التفقُّه والتدبّر والتذكّر، فهو
غذاء قيّم.
أمّا إذا كان الغذاء من الحرام، أو من المشتَبه الذي لا يُعرف العوام أَهو من الحلال أم من الحرام، فإنه يؤثّر تأثيرًا سيّئًا على القلب، وكذلك الكذب يؤثر على القلب، فإذا كذب نُكِت في القلب نكتة
([1]) أخرجه: البخاري رقم (52)، ومسلم رقم (1599).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد