باب الفخر
وقول الله تعالى: ﴿أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ﴾ الآية [الأعرَاف: 12].
وعن عِياض بن حِمار مرفوعًا: «إنَّ الله تَعالى أَوحَى إليَّ أنْ
تَواضَعُوا، حَتَّى لا يَفخَرَ أحدٌ عَلَى أحَدٍ، ولا يَبْغِي أَحدٌ على أحَدٍ».
رواه مسلم([1]).
****
قوله: «الفخر» هو التطاول على
الناس، والإعجاب بالحسب والنسب، والتكبر، وفي هذا يقول تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ
كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ﴾ [لقمَان: 18]، أي: كثير الفخر.
وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم: « أنا سَيِّدُ ولدِ آدَمَ ولا فَخْرَ»([2])، فهو حين يقول هذا
فإنما يتحدث عن نعمة أنعم الله بها عليه لا من باب الفخر، وإنما من باب الإخبار عن
الشيء من باب قوله تعالى:﴿وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ﴾[الضّحى: 11]، ليشكر هذه النعمة
ويثني عليها، ولذلك قال: «ولا فخر»، ومن هـذه يُفهم أنَّه ينبغي أن لا
يفتخر الإنسان بحسبه ونسبه، أو أعماله، بل عليه أن يتواضع ويعتبر نفسه مقصرًا في
حق الله سبحانه وتعالى.
وقوله تعالى عن إبليس:﴿أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ﴾ أي من آدم أول من افتخر إبليس، لمّا أُمر بالسجود كما أخبر الله عن افتخار إبليس بأصله فقال: ﴿خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ﴾ [الأعرَاف: 12]، فهذا قياس باطل، لأنَّ الطين خير من النار، لأنَّ الطين ينبت الأشجار والنبات، وفيه معادن ومصالح أخرى للناس، وأما النار فهي تحرق ولا تنتج، فهو قاس
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2865).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد