باب الهدية على الشفاعة
عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ شَفَعَ لأَخيهِ شَفاعةً
فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْها، فَقَبِلَها، فقد أَتى بابًا من أَبوابِ
الرِّبا» رواه أبو داود ([1]).
ورواه إبراهيم الحربيُّ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: السُّحْتُ
أن يَطلُبَ الرجلُ الحاجَةَ فتُقضَى له فَيُهدى إليهِ فيَقْبَلَها.
وله عن مسروق عنه: مَن رَدَّ عن مسلم مَظلَمةً فأعطاه عليها قليلاً أو
كثيرًا فهو سُحْتٌ، قلنا: يا أبا عبد الرحمن، ما كنّا نَرى السُّحْتَ إلاّ
الرِّشوةَ في الحكم، قال: ذلك كُفرٌ: ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [المَائدة: 44].
****
الشفاعة هي: الوساطة في تحصيل المطلوب، فهناك طالب ومطلوب منه، وشافع: وهو الواسطة بين الاثنين لقضاء حاجة الطالب من المطلوب، وسميت شفاعة من الشفع، هو ضد الوتر، لأنَّ الطالب كان وترًا في طلبه، أي: منفردًا، فجاء الشافع فانضم إليه فصار شفعًا بعد أن كان وترًا في طلبه، هذا اشتقاقها من حيث اللغة، قال الله تعالى: ﴿مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ وَمَن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةٗ سَيِّئَةٗ يَكُن لَّهُۥ كِفۡلٞ مِّنۡهَاۗ﴾ النِّسَاء: 85]، فالشفاعة الحسنة فيها ثواب، قال صلى الله عليه وسلم: «اشفَعوا تُؤْجَروا ويقضي الله على لسان رسوله ما يشاء»([2]) إلاّ في الحدود، فإنَّ الشفاعة فيها لا تجوز إذا بلغت السلطان، أمّا إذا كانت الشفاعة فيها مصلحة للمشفوع له في غير الحدود، وليس فيها مضرَّة
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3541).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد