×
شرح كتاب الكبائر

باب ما جاء في الفتن

وقول الله تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ الآية [الأنفَال: 25].

وقوله: ﴿قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا الآية [الأنعَام: 65].

****

قوله: «باب ما جاء في الفتن» أي: ما ورد من التحذير من الفتن في الكتاب والسنة، فإنَّ الله تعالى قد حذّر من الفتن في كتابه وعلى لسان نبيِّه صلى الله عليه وسلم، والفتن جمع فتنة، وهي الابتلاء والامتحان ومن ذلك ما يجري من بعض الولاة من التصرفات السيئة، والله سبحانه وتعالى يبتلي عباده ويمتحنهم ليتبيَّن الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، فلو تُرك الناس بلا امتحان لصاروا سواء.

فمن حكمة الله تعالى أن يجري الفتن، ومصداق ذلك في قوله تعالى: ﴿الٓمٓ ١ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ[العَنكبوت: 1-3]، وقال سبحانه: ﴿مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ [آل عِمرَان: 179]، فلا يحصل التمايز إلاّ إذا حدثت الفتن، فالمؤمنون الصادقون يثبتون، والكاذبون المنافقون يسقطون، قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ[الحَجّ: 11].والفتنة على أنواع: فتنة شبهات، وفتنة شهوات، أما فتنة الشبهات فتكون في العقيدة كفتنة الخوارج والمعتزلة والجهمية والشيعة وغيرهم من الفرق، الذين انحرفوا في عقيدتهم بسبب الشبهات التي بدت لهم،


الشرح