وكذلك الشُّبه التي
أضلَّت عبّاد القبور الذين عبدوا غير الله حيث طافوا بالقبور، وذبحوا لها، وطلبوا
من أصحابها العون والمساعدة، وتوسلوا بهم، وسبب ذلك كله إنما هو الشبهة التي استقرت
في أنفسهم بأن هؤلاء الأموات ينفعون ويضرون.
وأما فتنة الشهوات
فهي أخف، وتكون في المعاصي، وهي دون الشرك كشرب الخمر والزنى، فهذه الأمور تشتهيها
النفوس فتميل معها.
وقد تكون الفتن
بالمصائب، فالله عز وجل يبتلي عباده بالمصائب ولهذا قال تعالى:ً ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ
ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ
إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ
رَٰجِعُونَ﴾ [البَقَرَة: 155-156]، فهذا موقف أهل الإيمان عند المصائب، الصبر والاحتساب
والاستسلام لقضائه تعالى، وأما موقف ضِعاف الإيمان عند المصائب فإنهم يتسخطون
ويتشكون، فتراهم يلجئون على النياحة وضرب الخدود وشق الجيوب.
وقد تكون الفتن
بالأموال والأولاد، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ
عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾ [التّغَابُن: 15] فالأموال فتنة، يعني: هل يلتزم صاحب الأموال
بالكسب الحلال والإنفاق بما يُرضي الله تعالى، أو يحمله حب المال على المجازفة
بالمعاملات فيقع في الرِّبا والميسر وما أشبه ذلك من البيوع المحرمة والمكاسب
المحرَّمة؟ وقد تكون الفتنة بتصريفها، يعني: هل يُنفقها في طاعة الله ومرضاته
ويخرج زكاتها، أم ينفقها في معصيته وسخطه فيستعين بها على الشهوات المحرمة،
والملذات الهابطة. وأما الفتنة في الأولاد فتكون في تربيتهم،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد