باب التحدث بالمعصية
ولهما عن أبي هريرة مرفوعًا ([1]): «كُلُّ أُمَّتي مُعَافى إلاّ المُجاهِرينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أن
يَعْمَلَ الرَّجلُ عَمَلاً باللَّيلِ، ثُمّ يُصْبِحُ وقد سَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ،
فيَقُولَ: يَا فُلانُ عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وَقَـدْ بَاتَ يَسْتُرُه
رَبُّه، وأصبح يَكْشِفُ سِتْرَ الله عليهِ».
****
قوله: «باب التحدُّث بالمعصية» الواجب على المسلم أن يتجنب المعاصي والتحدُّث بها مهما أمكنه ذلك، لأن المعاصي فيها شر كبير، وقد تتزايد على الإنسان إذا تساهل فيها، والمعصية تجر إلى معصية أكبر منها، فعلى المسلم أن ينأى بنفسه عن المجالس التي تُذكر فيها المعاصي، يعني: أن يأخذ بالوقاية، فإن المعاصي تؤثر على الدين وعلى المروءة، والله قد حذّرنا من المعاصي ومن الوقوع فيها، والمعصية: كل مخالفة لأمر الله أو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي تتفاوت، فبعضها أشد من بعض، ولكن لا يُتساهل فيها لأنها تُمرِض القلب وتُضعف الإيمان، وتجلب العقوبة، إلى غير ذلك من المحاذير التي تنشأ عنها، ولكن المسلم إذا ابتلي بشيء منها أن يُبادر بالتوبة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «التَّائبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ»([2])، وقد قال الله سبحانه: ﴿إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا﴾[النِّسَاء: 17]، فلا ينبغي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6069) ومسلم رقم (2990).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد