باب ذكر جحود النعمة
في «الصحيح» عن ابن عباس مرفوعًا، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«دَخَلْتُ النَّارَ فَرَأيْتُ أكثرَ أهلِها النِّساءُ، يَكفُرن» قيل: يَكفُرنَ
بالله؟ قال: «لا يكفرْن العَشيرَ، ويَكفُرْنَ الإحسانَ، لَو أحسَنْتَ إلى إحداهُنَّ
الدَّهرَ ثُمَّ رَأتْ مِنكَ شَيئًا قالت: ما رَأيتُ مِنكَ خَيْرًا قَطُّ» ([1]).
وعن أبي هريرة مرفوعًا: «مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لا يَشكُرُ اللهَ»
صحَّحه الترمذي وقال: حسن غريب([2]).
وعن جابر رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ أُعطِيَ عَطاءً فوَجَدَ، فَلْيَجْزِ
به، ومَنْ لم يَجِدْ، فَلْيُثْنِ بهِ، فإنَّ الثناءَ شكرٌ، فإن أَثْنى فقَدْ
شَكَرَهُ، ومَن كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ» ([3]).
****
قوله:«باب جحود النعمة» أي إنكارها لأنَّ النعمة يجب أن تشكر، سواء كانت من الله أو أجراها سبحانه على يد مخلوق، وإلاّ فالنعمة كلها من الله، قال الله تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ﴾ [إبراهيم: 34]، فإن أجرى الله نعمة على يد المخلوقين، فيجب على الـمُنعَم عليهم أن يشكروا الله عز وجل، ثم يشكروا من أسدى إليهم معروفًا من الخَلْق كذلك، ولا يجحدوا النعمة، فإنَّ جحودها كفر أصغر، لا يخرج من الملة لكنه معصية كبيرة، قال الله تعالى: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ﴾[إبراهيم: 7].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (29)، ومسلم رقم (907).
الصفحة 1 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد